أشرف الوزير الأول، السيد أيمن بن عبد الرحمان، يوم السبت 20 ماي 2023، على افتتاح الملتقى الدولي حول الحد من مخاطر الزلازل، المنظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون.

ويعد هذا الملتقى، الذي يحمل شعار "الحد من مخاطر الزلازل: حوكمة واستشراف"، فضاء علميا وتقييميا لتبادل الخبرات وعرض آخر ما وصلت إليه البحوث العلمية والتقنيات الحديثة في مجال الحد من أخطار الزلازل.

ويجمع هذا الملتقى المنظم على مدار يومين من طرف وزارة السكن والعمران والمدينة بإشراف من مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث ، أساتذة متمرسين وخبراء ومختصين وطنيين ودوليين قصد الإسهام في بلورة نظرة جديدة ومتجددة لسياسة الوقاية من المخاطر الكبرى في الجزائر.

ويأتي هذا اللقاء بعد مرور 20 سنة على الزلزال المدمر الذي ضرب ولاية بومرداس يوم 21 ماي 2003، بشدة 6.8 درجات على سلم رختر، والذي أدى إلى خسائر بشرية ومادية معتبرة.

وفي كلمة له بهذه المناسبة، أفاد الوزير الأول، السيد أيمن بن عبد الرحمان، أن الجزائر وضعت عدة تدابير وآليات للحدّ من الأخطار الزلزالية عبر مخططات واستراتيجيات، من بينها تلك التي تضمنها القانون رقم 04-20 الصادر في 25 ديسمبر 2004، والمتعلق بالوقاية من الأخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية المستدامة.

وتتمحور هذه التدابير أساسا حول تحسين فهم الخطر الزلزالي وكذا إجبارية تطبيق أحكام النظام الجزائري المضاد للزلازل في كل عمليات البناء والأخذ بعين الاعتبار لإطار التهيئة العمرانية.

كما يتعلق الأمر بتعزيز أنظمة المراقبة والإنذار المبكر وتعميم الدراسات وإدراجها في المناهج العلمية والدراسية وإشراك المجتمع المدني وكل الأطراف المعنية بالإضافة إلى اللجوء إلى استغلال التكنولوجيا الحديثة.

مقابل ذلك، أوضح الوزير الأول، السيد أيمن بن عبد الرحمان، أن التجارب الميدانية والدروس المستخلصة من الكوارث التي ضربت عديد مناطق العالم خلال العشريتين الفائتتين، تفرض مراجعة الإستراتيجية الحالية وتحسينها ضمن إطار"سينداي"(SENDAI)للحد من مخاطر الكوارث للفترة 2015-2030، للأمم المتحدة،والذي صادقت عليه الجزائر وفق أولويات محددة، من بينها فهم مخاطر الكوارث، تعزيز سبل إدارة مخاطر الكوارث من أجل تحسين التصدي لها والاسـتثمار في الحـد من مخاطر الكـوارث من أجل تعزيز القدرة على التحمل.

وفي هذا الخصوص، أشار إلى أنه تم الانتهاء من ورشة تحيين الإستراتيجية الوطنية لتسيير مخاطر الكوارث، والتي سيتم تنفيذها بعد صدور القانون الجديد (الذي سيحل محل قانون سنة 2004) مع نصوصه التطبيقية خلال سنة 2023، بالتزامن مع اليوم الدولي للحد من مخاطر الكوارث الذي تعتمده الأمم المتحدة.

-- تعزيز التعاون العربي-الإفريقي والدولي المتعدد الأطراف--

وسجل الوزير الأول، السيد أيمن بن عبد الرحمان، أن التزايد غير المسبوق والمقلق الذي يشهده العالم في الآونة الأخيرة من كوارث وظواهر من زلازل وفيضانات وإعصارات وحرائق وتصحر ومخاطر جيولوجية، يتطلب المزيد من رفع التحديات وبذل المجهودات لاحتواء آثارها.

وفي هذا الصدد، أبرز إشادة الجزائر بالتقدّم المحرز في هذا المجال على الصعيد العالمي وتثمينها للمجهودات المبذولة من طرف مكتب الأمم المتحدة للحدّ من مخاطر الكوارث في مرافقته الدائمة والمثالية للتكفل الأحسن لتسيير مخاطر الكوارث.

كما دعا إلى تعزيز التعاون العربي-الإفريقي والدولي المتعدد الأطراف بإنشاء آليات عملياتية دائمة ومؤطرة والعمل بالتنسيق الدائم مع مكتب الأمم المتحدة للحدّ من الكوارث ضمن إطار شامل ومتناسق مع الآليات الأخرى المعنية، من أجل التنمية المستدامة وتغيّر المناخ مع تحديد وسائل التنفيذ بصفة واضحة وشفافة.

وذكر بمبادرة الجزائر، على الصعيد القاري، بإنشاء آلية افريقية للحماية من أخطار الكوارث من أجل إحداث قوة مدنية قارية للتأهب للكوارث الطبيعية والاستجابة لها قصد ضمان تكفل فعلي وآني وتقديم الدعم الضروري للبلدان الإفريقية المتضررة.

وأضاف أن الجزائر ستعمل على تفعيل المركز العربي للوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى المتواجد مقره بالجزائر، والتابع لجامعة الدول العربية،قصد الرفع من إسهامه في مجالات البحث العلمي المطبّق في الوقاية من أخطار الزلازل، وتبادل الخبرات بين الدول العربية، ونقل التكنولوجيات المتطورة عالميا للدول العربية وتطبيقها.

 وسيتم تنظيم هذا الملتقى الدولي، الذي شهد اليوم ميلاد طبعته الأولى، بصفة دورية بالجزائر كمحطة سنوية للتقييم وتبادل الخبرات والتجارب، لرفع سقف التحدي عاليا بغية التعامل مع مخاطر الكوارث بمنطق علمي وبراغماتي.