أشرف الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، يوم السبت 23 ديسمبر 2023، بقصر الأمم، على افتتاح أشغال المنتدى الوطني للمجتمع المدني الذي ينظمه المرصد الوطني للمجتمع المدني تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون.

وخلال كلمة لرئيس الجمهورية ألقاها الوزير الأول، أكد فيها على أن "النَشَاطَ المُتَوَاصِل و المُكَثَّفَ للمرصدِ الوَطَنِي للمُجتمَعِ المدني ومُختَلَفِ الفعالِيَات والنَدَوات المُنَظَمَة عبر مُختلَفِ ولايات الوَطَن، يُمَثِل حقًّا تجسِيدًا لِرُؤْيَتِه الاستراتيجية الهادِفَة، ولأَوَّلِ مرةٍ في تاريخ الجزائر، إلى تكريسِ المُجتمعٍ المدنيٍّ باعتباره شريكاً فِعلِيًا وفاعلاً، قادراً على تحمُّلِ المسؤولية مُشَارِكًا في المَشروع النّهضَوِي الذي اِلْتَزَمْ بِه، من أجل تعزيزِ النَّسِيج الـمُؤَسسَاتِي لِتَقيِيم النَّشاطِ العُمُومي خِدمةِ المُوَاطِن".

كما أضاف رئيس الجمهورية أنَّ الجزائرَ الجديدة التِّي جَعَلَتْ من المجتمع المدني والشّباب، الرَكِيزَةَ الأَسَاسِيَة فِي بِنَائِها، سَتَمْضِي قُدمًا وبثباتٍ نَحوَ أَخْلَقَة الحَياةِ العامة وتَكْرِيسِ مقاربةٍ تشاركيةٍ على المُستوَيَيْن المركزِي والمحلِي فيِ كلِّ ما يتعلَقُ بمُعالجةِ الانشغالات اليومية للمُوَاطِن وتلبيةِ تَطَلُعَاتِهِ، معربا عن ارتياحه الكَبِير للحرَكِيةِ المَشهُودَة والنَّوعِيَة التي يَعرِفُهَا الـمُجتَمَعُ المدني في سِيَاق المسَارِ الذي كرَّسَهُ دستور 2020.

نهجٍ جدِيد في مُعالَجَةِ السُّلطات العُمُومية لانشِغَالات المُواطن عبر تَبَنِّي مبادِئِ الديمقراطية التَشَاركية مع المجتمع المدني

هذا وأبرز رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الاهتمام الخاص الذي تم إيلاؤه لِترقيةِ وتَثمينِ دورِ المُجتمعِ المدني ليكونَ سدًّا منِيعًا ورافِدًا هامًا وإطارًا تفاعُلِيًا للنقاشِ العام حول مختلفِ الرِهانات والتَّحدِيَات الجماعية، وأيضًا باعتباره طَرَفًا هامًّا في مُعادلَةِ التنمية عبرَ دورِه التضامنِي والتحسيسي والرقابي.

اعترافا بدوْرِهِم المِحْوَرِي في رسم السياسات العامة للدولة.. إشراك أعضاء الجالية الوطنية في الخارج في مسار التنمية الشاملة

من جهة أخرى، أشار رئيس الجمهورية إلى أنه اعترافًا بدوْرِهِم المِحْوَرِي حرصنا خلال الزيارات الرسمية التي نقوم بها إلى مختلفِ الدول على عقدِ لقاءاتٍ مع أعضاء الجالية الوطنية بالخارج، باعتبارها جزءً لا يتجزأ من النسيج المجتمعي الوطني، ليس فقط للتكفل بانشِغَالَاتِهم والاطلاع على طُمُوحَاتِهم وآمالهم، لكن لإِشراكِهم فعليًا، اعترافًا بدوْرِهِم المِحْوَرِي، في مسار التنمية الشاملة الذي باشَرَتْه الجزائر، والمساهمةِ في رسم مختلف السياسات الوطنية.

بنَاءِ نَمُوذجٍ تَكَامُلِي بين قِوى المجتمع المدني والسلطات العمومية.. مراهنة على المجتمع المدني

خلص رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بعد استعراضه لمختلف المكاسب التي حققها المجتمع المدني في السنوات الأخيرة، إلى أن الديناميكيةٍ الجديدة التي عَكَسَها التفاعلُ الإيجابي والمستمرّ في العلاقة بين المجتمعِ المدني والسلطات العمومية، تؤَكِدُ وَجَاهَةَ المُرَاهَنَة على المُجتمَعِ المدني لِتعزيزِ الصُمُودِ وبِنَاءِ نَمُوذجٍ تَكَامُلِي بين قِوى المجتمع المدني والسلطات العمومية.

ودعا في هذا السياق إلى ضرورة المُحَافَظَةِ على هذه الحَرَكِيَة وتَعزِيزِها، من خلال الانخراط في المساعِي الراميةِ الى جعلِ المُجتمَعِ المدني قوةَ اقتراحٍ فِعْلِيَةٍ وفَاعِلَة، مع التمسكِ بالخِيَار التشارُكِي، والالتزامِ بالعَملِ جنْبًا إلى جَنْبٍ مع السُّلطَات العمومية وفقًا لمُقتضَيَات الدُستور. كما أَهَابَ بمُمَثِلي المجتمع المدني في كافة الهيئات الوطنية على المُسَاهَمَة بفعاليةٍ في أنشطةِ هذه الهيئات وإيصالِ مُقتَرَحَاتِ وانشِغَالَات مُختلف الشَرَائِح التي يُمَثِلُونَها.

ووَجَه رئيس الجمهورية الحُكومة إلى مضاعفةِ الجُهود لتعزيزِ مكانةِ وإسهامِ المُجتمع المدني، سواءً على المستوى المحلي أو الوطني، في إطار المرافقةِ الدائمة له والتجاوبِ معه، وداعيا إلى تطويرِ أُطُر التعاون بين المرصد الوطني للمجتمع المدني وباقيِ الهيئاتِ الاستشارية والتنظيماتِ المُجتمعِيَة من أجل الانتقالِ إلى مرحلةٍ جديدة من العملِ الـمُنسجِم والـمُتكامِل.

كما ذكَّر الرئيس تبون في كلمته، بمبادرته إلى إضِفَاءِ الطابع الإقليمي والعربي عليه، من خلال التأكيدِ بمناسبة انعقاد القمة العربية في الجزائر يومي 1 و2 نوفمبر 2022، على توسيعِ مُشَاركَة مُكوِّناتِ المجتمع المدني وتفعيلِ أدوارِها في منظُومَةِ العمل العربي المشترك، وذلك ضمنَ سلسلةٍ من المُبادَرات الرامية إلى إعطاءِ المجتمع المدني العربي دورًا فعالًا وفقَ مُقاربةٍ تشاركية مع مختلفِ المؤسسات الرسمية للدُّوَلِ العربية.