ممثلا لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، شارك الوزير الأول، السيد أيمن بن عبد الرحمان، يوم الخميس 02 مارس 2023، بباكو، عاصمة أذربيجان، في أشغال الاجتماع على مستوى القمة لمجموعة الاتصال لحركة عدم الانحياز بشأن التعافي بعد جائحة كوفيد-19.

وبهذه المناسبة، ألقى الوزير الأول، السيد أيمن بن عبد الرحمان، كلمة رئيس الجمهورية الموجهة للمشاركين في أشغال هذا الاجتماع، أبرز من خلالها دور وجهود الجزائر في مكافحة جائحة كوفيد-19 وطنيا وكذا على الصعيدين الدولي والإقليمي.

وقال في هذا الخصوص أن الجزائر ساهمت، بدون هوادة، في مدِّ يَدِ العون للدول الشقيقة والصديقة المتضررة من آثار الأزمة الصحية ومخلفاتها المتواصلة موضحا مرافعتها، ومنذ بداية الأزمة الصحية، من أجل العمل على تكريس المساواة بين الدول في توزيع اللقاح، خاصة لفائدة الدول النامية حتى يتسنى لها التمتع بحقها في الرعاية الصحية المناسبة واللازمة،وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

كما ذكر بالمساهمة المالية التي قدمتها الجزائر لصندوق الأمم المتحدة للاستجابة العالمية للفيروس، ودعوتها المؤسسات المالية الدولية إلى فك الخناق عن الدول النامية، من خلال تبني جملة من المبادرات التي تشمل التخفيف من عبء ديونها، ومرافقتها في سياساتها الوطنية لما بعد كوفيد-19، وتسخير الإمكانيات المالية التي تسمح لها بإعادة تأهيل قنوات التمويل والتسويق، وكذا النهوض باقتصادياتها.

أما على الصعيد الإقليمي، يقول رئيس الجمهورية في الكلمة التي تلاها عنه الوزير الأول، السيد أيمن بن عبد الرحمان، شددت الجزائر مراراً على ضرورة تعزيز التنسيق، بما يسمح بدعم التعاون في إطار أجندة إفريقيا 2063، وأجندة التنمية المستدامة 2030 للأمم المتحدة،كما ساهمت في إرساء مختلف الآليات على المستوى الإفريقي لمواجهة هذه الجائحة، على غرار إنشاء صندوق لتمويل جهود مكافحة الوباء، الذي لم تتردد الجزائر في المساهمة فيه ماليا.

وفيما يتعلق بالصعيد الوطني، أكد أن الإستراتيجية الوقائية التي تبنتها السلطات العمومية الجزائرية للتصدي لتفشي فيروس كورونا، أثبتت فعاليتها خلال مختلف مراحل الجائحة مبرزا مجموعة القرارات التي تم اتخاذها لتعزيز التدابير الوقائية والتي مكنت الجزائر من تجاوز الظروف الصعبة بتضافر الجهود الوطنية وروح الابتكار لدى الشباب، مما سمح بتحقيق اكتفاء ذاتي فيما يخص وسائل الوقاية وإنتاج الأدوية ووسائل الفحص.

--مضاعفة الجهود لتفعيل دور حركة عدم الانحياز في إعادة التوازن إلى العلاقات الدولية--

وفي إطار البناء ما بعد الوباء --يضيف السيد الرئيس-- تواصل الدولة الجزائرية التكفل بالآثار الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن جائحة كوفيد-19،لاسيما من خلال إجراءات الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين وتعزيز نظام الحماية الاجتماعية.

وجدد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، استعداد الجزائر التام لدعم المبادرات الرامية لتعزيز التضامن والتكافل بين دول حركة عدم الانحياز من أجل البناء ما بعد الوباء، ومرافقة كل الدول الصديقة والشقيقة في جهودها للخروج من هذه الأزمة التي أكدت على ضرورة توحيد الصفوف وتغليب روح التعاون.

وعلى صعيد آخر، جدد رئيس الجمهورية تمسك الجزائر الثابت بمبادئ وأهداف حركة عدم الانحياز التي أكدت الأحداث التي هيكلت العلاقات الدولية مدى صوابها وصلاحيتها في السياق الراهن.

ودعا رئيس الجمهورية في الكلمة التي ألقاها عنه الوزير الأول، السيد أيمن بن عبد الرحمان، جميع الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز إلى ضرورة تجديد العهد مع الحركة ومضاعفة الجهود لتفعيل دورها في إعادة التوازن إلى العلاقات الدولية بما تحمله من تحديات ورهانات جديدة.

وشدد أن السياق الدولي الراهن يضع الحركة أمام ضرورة تحمل مسؤوليتها إزاء التحديات التي تواجه بلدانها، وفي مقدمتها استفحال بؤر التوتر والنزاعات الإقليمية والدولية، والتحديات التي يطرحها السباق نحو التسلح، وتفاقم أزمة المناخ والأزمات الصحية المرتبطة بانتشار الأوبئة، والتي باتت تهدد اليوم حياة ملايين البشر عبر العالم.